:::شيعة سويسرا »-(¯`v´¯)-» Gabriel:::تعليمات الرسول الأعظم (صلى الله عليه
وآله) للصائمين
تعليمات الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) للصائمين
بسمه تعالى وله الحمد
والصلاة والسلام على رسوله الكريم وآله الأطهار الميامين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من كتابات المبجّل منذر علي
ورد في خطبة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) في
استقبال شهر رمضان المبارك سبعة عشر تعليماً تربوياً
للصائمين ، منها عشر تعليمات شخصية وسبع تعليمات اجتماعية
.
ونحن نذكرها بهذا التسلسل تيسيراً للفهم والتطبيق ،
ونشرحها للموعظة مستفيدين من آيات القرآن الكريم وبعض
الأحاديث الشريفة الواردة ، ونرجو منك أيها القاريء العزيز
بعد أن تستوعب تعليمات الخطبة أن تعود وتقرأها كما وردت
مسلسلة في خطبة الرسول (صلى الله عليه وآله) ، لتجد أن
ترتيب الرسول (صلى الله عليه وآله) للتعليمات أبلغ تأثيراً
في النفس ، فكلامه (صلى الله عليه وآله) فوق كلام
المخلوقين ، ودون كلام الخالق عز وجل ، وما ينطق عن الهوى
إن هو إلا وحي يُوحى ..
وكذلك قد يتراءى لك التكرار في فقرة التحنّن على الأيتام
وإكرام اليتيم ، وفقرة صلة الأرحام ، وإنه لتكرار له هدفه
وبلاغته .
• التعليمات النبوية الشخصية هي :
1)
تـذكّر جوع يوم القيامة وعطشه : { واذكروا بجوعكم وعطشكم
فيه جوع يوم القيامة وعطشه } .
يحشر الناس يوم القيامة على الأرض بعد أن تسوَّى قاعاً
صفصفاً وتُشرق بنور ربّها وتبدل الأرض غير الأرض والسماوات
... في مئة وعشرين صفاً.
ومع كثرة البشر وامتداد صفوفهم ما شاء الله ، فإن عدد
الملائكة أكثر منهم ، فكل نفس معها سائق وشهيد ، بالإضافة
إلى الملائكة الموكلين بتنظيم المحشر .
يستغرق موقف الحساب شهوراً أو سنين ، ويتم على خمسين مرحلة
، ويتعرض الناس للخوف والأهوال والحر والجوع والعطش حسب
مستوى أعمالهم ، إلا عباد الله المتقين .
يطلب منا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن نذكر بجوعنا
وعطشنا في الصيام الجوع الأكبر والعطش الأكبر يوم الحشر
الأكبر .
2)التوبــــــــة
:
{ وتوبوا إلى الله من ذنوبكم } .
معنى التوبة في اللغة : العودة ، لأن المذنب يبتعد بذنبه
عن الله عز وجل ، فإذا تاب ، عاد إلى الله وإلى خط الإسلام
.
التوبة الشرعية : هي الشعور بالندم على الذنب والنيّة على
عدم الرجوع إليها ، وينبغي معها استغفار الله عز وجل .
التوبة : واجب شرعي عند كل ذنب ، وفي كل وقت . وتكرار
التوبة وتأكيدها حَسَنٌ في مختلف الحالات . وشهر رمضان
مناسبة للتوبة وتأكيدها ، لأن الله عز وجل يقبل فيه توبة
العباد أكثر من بقية الشهور .
3)
الدعــــاء :
{ وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم فإنها
أفضل الساعات .. ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة إلى عباده
، ويجيبهم إذا ناجوه ، ويلبيهم إذا نادوه ، ويستجيب لهم
إذا دعوه .. أيها الناس : إن أبواب الجنان في هذا الشهر
مفتحة فاسألوا الله ربكم أن لا يغلقها عنكم ، وأبواب
النيران مغلقة فاسألوا الله ربكم أن لا يفتحها عليكم ..
والشياطين مغلولة ، فاسألوا الله ربكم أن لا يسلطها عليكم
} .
الدعاء : معناه الطلب من الله عز وجل .
ومع أن الله تعالى أجرى الأمور بأسبابها وأمرنا أن نسلك
الأسباب ، فإن التعاليم الأساسية للمسلم والظواهر اليومية
في حياته .. أن يدعو الله عز وجل في سرِّه وعلَنِه ، يطلب
منه حاجة أو يشكو إليه أمراً أو يعتذر إليه من ذنب .. وذلك
ليبقى المسلم مرتبطاً بالله تعالى وداعياً لمسبِّب الأسباب
عز وجل ، ولأن الدعاء نفسه أحد الأسباب .
المناجاة : الدعاء الخَفي وتشمل التكلّم النفسي مع الله عز
وجل بدون تلفّظ .
والمناداة : الدعاء العلني . وكل طلب من الله عز وجل
يُسمّى : دعاء .
أ : أن نختار أوقات أداء الفرائض في شهر رمضان ونناجي فيه
ربنا عز وجل ونناديه وندعوه بما نريد .. لأنها أفضل
الساعات .
ب : أطلعنا النبي (صلى الله عليه وآله) على مبلغ رحمة الله
عز وجل في هذا الشهر ، حيث تفتح أبواب الجنان ، وتغلق
أبواب النيران وتُغل الشياطين . وعلَّمنا أن نسأل الله
تعالى أن يكتبنا من الصالحين ولا يحرمنا من رحمته ، وأن لا
تغلق عنا أبواب الجنة ، ولا تفتح علينا أبواب النار ، ولا
تسلَّط علينا الشياطين .
المرهون :هو الشيء المحجر عليه مقابل شيء آخر والنفس
المرهونة بالعمل :المقيّدة مقابل الذنوب .
ويقصد صلى الله عليه وآله أنكم بذنوبكم جعلتم أنفسكم رهينة
أسيرة . فاطلبوا فكاكها وحريتها بالاستغفار .
الاستغفار ، وهو قول : استغفر الله وما شابه عن قصد وإخلاص
، يطلق النفس من قيود الذنوب لأنه توبة ودعاء إذا قبله
الله عز وجل يغفر الذنوب ويمحوها .
5ـالسجود
:
{وظهوركم ثقيلة بأوزاركم فخففوا عنها بطول سجودكم . }
ورد في الأحاديث الشريفة أن العبد أقرب ما يكون إلى ربه
وهو ساجد .
فالسجود بما فيه من التصاق بالأرض وتعفير للجبين بين يدي
الرب العظيم عز وجل هو اجل مظاهر الخضوع .
ينبغي أن يتعلم المؤمن إطالة السجود في صلاته أو في
النوافل أو عندما يسجد شكرًا أو خضوعاً لله سبحانه ، فالذي
يسجد ( نقراً كنقر الغراب ) لا يفهم معنى سجوده ، والذي
يطيل سجوده بين يدي الله يتفهم معنى سجوده ويزداد ذكره
وخشوعه لله عز وجل .
إطالة السجود تخفّف الأوزار والذنوب في كل وقت ... وفي شهر
رمضان خاصة ..وينبغي عندما نطيل سجودنا في شهر رمضان أن
نتذكر أوزارنا ونطلب من الله أن يحطّها عن ظهورنا .
6 ـ
النوافل :
{ ومن تطوع فيه بصلاة كتب الله له براء ة من النار } .
التـطوع : قيام الإنسان بعمل غير واجب عليه ، وصلاة التطوع
أو النافلة أو السُـنَّـة : هي الصلاة المستحبة غير
المفروضة . ورد في الحديث الشريف : { الصلاة قُربان كلِّ
تقيّ } { الصـلاة خير موضوع فمن شاء استقلَّ ومن شـاء
استكثـر } .
ـ التطوع : توجد نوافل معيّنة بشهر رمضان ، ولكن يبدو أن
الرسول (صلى الله عليه وآله) يقصد التطوّع لله بصلاة أي
بركعتين أو أكثر .
ـ يتعجّب البعض كيف يستحق المسلم بعمل صغير ثواباً كبيراً
أو براءة من النار . وقد ورد في الحديث أن الرسول (صلى
الله عليه وآله) قال ذات مرة لأصحابه : { من قال : سبحان
الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله اكبر ...غُرست له
في الجنة شجرة ، فقام بعض الصحابة وقال : إذن يا رسول الله
ما أكثر أشجارنا في الجنة . فقال (صلى الله عليه وآله) :
نعم ولكن لا تسلّطوا عليها نيران ذنوبكم فتحرقوها } .
7 ـالصلاة على
النبي (صلى الله عليه وآله)
:
{ ومن أكثرَ فيه الصلاة عليَّ ثقّل الله ميزانه يوم تخف
الموازين } .
صلاة المخلوقين لله معناها العبادة والدعاء . والصلاة من
الله على المخلوقين معناها البركة والعطاء . قال عز وجل :
( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ
لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ
بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً ) (الأحزاب:43) .. ومعنى قولنا
{ اللهم صلِ على محمد وآل محمد }. هو : اللهم بارِك عليهم
.
ـ أمرنا الله عز وجل أن نصلّي على رسوله وآله في كل صلاة ،
لأن ذلك أسلوب تربوي ومظهر من مظاهر ارتباط الأمة برسولها
وآله وتعبير عن وفائها لهم (صلى الله عليه وآله) .
تستحب الصلاة على النبي وآله وذِكْرِهم ، ويستحب الإكثار
منها بشكل خاص في شهر رمضان . ولا مانع أن يطلب الرسول
نفسه منّا أن نصلّي عليه ، لأنه يبلّغنا ما أمرَهُ الله به
ولا يستطيع أن يُنقص من الإسلام حرفاً أو يزيد حرفاً ولأن
ارتباطنا به كرسول وليس كشخص (صلى الله عليه وآله) .
8ـ
تلاوة
القران
:
{ ومن تلا فيه آية من القرآن كان له اجر من ختم القران في
غيره من الشهور } .
تــلاوة القرآن فريضة يومية على المسلم في صلاته . وصِفَـة
يومية أو شبه يومية في غير صلاته . وأكثر المسلمين اليوم
مع الأسف جعلوا القرآن وراء ظهورهم وتركوا تلاوته ولكن
يُلاحظ أن اتجاه المسلمين إلى القرآن أخذ يزداد والحمد لله
.
لكلِّ شيءٍ ربيع وربيع القلوب القرآن . وربيع القرآن شهر
رمضان . فيتضاعف ثواب التلاوة كما عبّر صلّى الله عليه
وآله .
ـ المهم في التلاوة طبعاً التدبّر والاستفادة ، وليس
الكمية الشكليّة ، ويمكن للمسلم الواعي أن يقرأ السورة أو
الآيات بقراءة أو أكثر من القراءات التالية :
القراءة الفكرية ، لاستفادة ما تتضمّنه الآيات من تنبيهات
شعورية روحية فقط .
القراءة الحركية ، لاستفادة ما تتضمّنه الآيات من حركة في
الوجود والموجودات ومن تحريك للإنسان والمجتمع نحو الإسلام
.
القراءة مع استحضار المخاطب . فإن الله عز وجل يقصد
مخاطبتنا ودعوتنا إليه وتوجيهنا في كل آياته ، مخاطبةً
مباشرة أو غير مباشرة .
القراءة اللفظية ويكون القصد منها تحديد معاني الألفاظ
والإلتفات إلى دقّة وحِكْمة اختياره عز وجل للألفاظ .
9 ـ
حفظ اللسان والبصر والسمع
:
{ واحفظوا ألسنتكم ، وغضوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم
، وعمّا لا يحل الاستماع إليه أسْماعكم } .
وهو توجيه شخصي اجتماعي ... المقصود حفظ اللسان عن الغِيبة
والكذب والفتنه والفحش والباطل ... وقد ورد في الحديث
الشريف : { لا يستقم لسان العبد حتى يستقم عمله ، ولا
يستقم عمله حتى يستقم قلبه } .
والمقصود غض البصر عما يحرُم النظر إليه من أعراض الناس
والمشاهد المحرّمة في وسائل الإعلام ... وما شاكَل .
وكذلك استماع الغيبة واستماع اللهو المحرم والاستماع إلى
مَن يخوضون في حديث ضد الإسلام كمشارك لهم ، وما شاكل .
10 ـ
تحسين الخلق
:
{ من حسَّن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جوازاً على
الصراط يوم تزلُّ فيه الأقدام } .
وهو أيضاً توجيه شخصي ـ اجتماعي .
ـ الأخلاق السيئة منها ما هو محرمات ومعاصي شرعية ، كإيذاء
المؤمن وإهانته وخيانته .
وكذلك الخُلق السيء الذي يؤدي إلى حرام وإن لم يكن بنفسه
حراماً كالجُبْن الذي يؤدّي إلى ترك الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر والعمل للإسلام .
ومنها ما ليس محرّماً ولكنه صفات ذميمة ينبغي للمسلم أن
يغيّرها من نفسه ، كالضجر والانفعال والتسرّع والخمول وما
شابه .
سوء الخُلق من الصفات المشكلة في شخصية الإنسان ، ولعله من
أهم عوامل سرعة الانفعال التي يتصف فيها البشر بشكل عام
ونتميز بها نحن الشرقيين .
ولكن الممارسة العلمية خير أسلوب للتغلب عليها . وممارسة
المسلم ليتغيّر ما بنفسه ، تكون دائماً أرقى وأبْلغ من
ممارسات غيره .
مع أن تحسين الخُلق مطلوب من المسلم في كل وقت ، لكن الله
عز وجل يحثنا عليه على لسان رسوله (صلى الله عليه وآله) في
شهر رمضان خاصة . ويجعل له هذا الجزاء الكبير ، العبور على
الصراط ... وذلك لما يعلمه عز وجل من تأصل سوء الخلق فينا
وصعوبة التغلب عليه ، وليكون شهر رمضان تدريباً لبقية
السنة والعمر .